وسط الثورات المشتعلة في بعض الدول العربية حيث نرى أنظمة تهوي ورياح التغيير تعصف وسط صرخات الحرية فتجدّد الحياة في دول سئمت الظلم والقهر والاستبداد...تطلق السلطة الفلسطينية صرخة مدوية في أرفع مكان دولي، من المفترض أن يكون ملجأً وحامياً لحقوق الدول والأمم والشعوب وخاصة الضعيفة منها...
في مجلس الأمن رفع الرئيس الفلسطيني الصوت يطالب باعتراف دولي كامل ب "دولة فلسطين" وما يترتب على ذلك من حقوق للدولة كدولة ولمواطني الدولة...يطالب باعترافٍ ليس منّة من المجتمع الدولي، بل اعتراف كواجب دولي مسؤول ينهي الظلم والاحتكار ويكون ركنا أساسياً في قيام دولة لطالما حلم بها الشعب الفلسطيني وكافح من أجلها، ليكون الحلم حقيقةً وواقعاً ملموساً.
من حق كل شعب ان يقرر مصيره ويكون له كيانٌ مستقل ودولة حقيقية لها استقلالها وحريتها وسيادتها على اراضيها وحدودها، وتمتلك كل مقومات الدولة السليمة...وهذا الحق من حق الشعب الفلسطيني اذ حان الوقت للعالم ان يساهم في دعم السلطة الفلسطينية في مجلس الأمن ورفع الصوت واليد تضامناً وموافقةً في إتمام قيام الدولة الناجزة التي تكفل لشعبها كامل حقوقه وواجباته وتحترم جيرانها وتسعى للسلام الجدي معهم...وتكون عضوا فاعلا في الأمم المتحدة التي يتشكل منها مجلس الأمن الدولي...
نحن كمسيحيين، نصلي من اجل الشعب الفلسطيني لكي يحيا في كيان مستقل ضمن حدود دولة عصرية علمانية يعترف بها العالم وتكون عضوا في مجلس الأمن كسائر الدول، لها حقوق وعليها واجبات...دولة تحافظ على شعبها بغض النظر عن انتمائه الديني، فتعامل مواطنيها دون تمييز ديني او عرقي، بل تتعاطى معهم كونهم مواطنين فلسطينيين متساوين امام القانون، وتكفل لهم حريتهم وحقوقهم كافة، وخاصة حرية الرأي والدين...وأيضاً لكي تكون دولة سلام لا خصام وعداوة...دولة المؤسسات الرسمية الوطنية لا دولة المحسوبيات والزعامات...دولة المواطن لا دولة الطوائف...والله ولي التوفيق...