حين نتحدّث عن الغفران، فهذا يعني أنّنا نتحدّث عن الطّهارة من نجاسة ورجاسة الذّنوب والخطايا والمعاصي التي يرتكبها الإنسان بحقّ الله.
تكمن قيمة الصّليب في هويّة المصلوب عليه، وأعني بذلك "المسيح" الفادي والمخلِّص. الصّليب لا يستمدّ قوّته وهيبته من شكله، إنّما رِفعته وقداسته تتجلّى في هويّة المصلوب عليه وهو يسوع المسيح.
من المتّفق عليه أنّ العبادة لا تجوز إلا لله وحده، وأنّ عبادة غير الله هي كفر وهرطقة وابتداع وسلب لحقّ من حقوق الله على الإنسان. فإنْ كان هذا ما نؤمن به نحن المؤمنون بالمسيح، فيبقى السّؤال المطروح هو: "لماذا نعبد المسيح بالرّغم من أنّه لم يطلب منّا ذلك بصريح العبارة خلال وجوده على الأرض؟
يؤمن المسيحيّون بالله الواحد الأحد الذي لا إله غيره ولا شريك له. إذاً، إنّ فكرة التّوحيد لم تَعُد محطّ نقاش من جهة إيماننا بالله الواحد، لكن يبقى السّؤال المطروح هو: هل الثّالوث المقدّس يناقض أو يتعارض مع وحدانيّة الله؟