في يوم 9 نوفمبر سافر شريف وزوجته البريطانيّة من بريطانيا إلى مصر ليزورا أهل شريف، فقد مضى وقت لم يرى شريف عائلته خاصّة أنّه تزوّج ولم يحضر أحد من عائلته حفل زفافه، ولم يتعرّف أحد من عائلته بزوجته.
إذاً السّفر لسببين، الأوّل: كي تتعرّف العائلة بالزّوجة، ولتتعرّف الزّوجة بالعائلة وأين وكيف نشأ زوجها. والثّاني: كي ترى الزّوجة معالم مصر الحضاريّة التي لطالما سمعت عنها من شريف.
لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فعند وصولهما إلى مطار القاهرة الدّولي وعند بوابة الأمن المخصّصة للتّدقيق بجوازات السّفر، اقتيد شريف إلى مكان مجهول وقيل لزوجته إنّها ممنوعة من الدّخول إلى مصر، وعليها أن تعود على متن الطّائرة نفسها التي جاءت عليها لوحدها من غير شريف، دون أن تُعطى تفسيرات ولا مسبّبات لما حدث. نفّذت زوجة شريف الأوامر وهي لا تعرف ما يحصل لأنّها غريبة وفي بلد غريب. وهكذا كان انطباعها الأوّل غير سارّ عن البلد الذي كانت تتشوّق للتّعرّف عليه عن قُرب.
عندما عادت الزّوجة إلى بيتها في بريطانيا بدأت تشرح لأصدقاء شريف ما حدث معهما بالتّفصيل، وعندها فقط عرفت أنّ شريف محتَجز عند الأمن المصري، لسبب غير مقنع نهائيّاً، وهو أنّه أصبح مسيحيّاً. لأنّ شريف من خلفيّة مسلمة وقد آمن بالمسيح ربّاً ومخلّصاً لحياته، وقد تزوّج من فتاة بريطانيّة تشاركه الإيمان نفسه، والثّقة نفسها بالله وبخطّته لحياتهما.
اليوم وبعد مرور 13 يوماً على اختفاء شريف قسراً، أكتب هذه المدوّنة كجزء من التّصعيد الذي تقوم به زوجة وأصدقاء شريف في بريطانيا، التّصعيد السّلمي الإعلامي. فنحن لسنا دُعاة حرب أو تهديد أو تفجير، بل دعاة سلام ومحبّة. لذلك أرجو من كلّ من يقرأ هذه المدوّنة أنْ يتعاطف مع وضع شريف، خاصّة أنّ رسالة إلكترونيّة وصلت إلى الزّوجة من قِبَل شريف يقول فيها: "استمرّوا في الصّلاة لأجلي وخاصّة أنّني مريض".
التّعاطف له عدّة أشكال:
1. التّعليق على هذه المقالة وجمع أكبر عدد ممكن من التّعليقات، لإرسالها إلى زوجة شريف لإعطائها صورة بأنّنا عرب لكنّنا نرفض هذا الأمر ونصلّي إلى الله كي يتدخّل ويُنهي هذا الاعتقال التّعسّفي.
2. إن كان بالإمكان الحصول على أيّة معلومة عن وضع شريف داخل السّجن، وخاصّة معلومات عن صحّته، لأنّ زوجته وأصدقاءه قلقين جدّاً على هذه النّقطة تحديداً.
3. إنْ كنت تعرف أحد من أصحاب القرار في مصر أو خارجها وكان بإمكان هؤلاء الأشخاص أن يمارسوا ضغطاً على الأمن في مصر للإفراج عن شريف فهذا سيساعد كثيراً.
أخيراً شكراً لكلّ من سيتعاطف مع هذا الوضع الغير مقنع والغير قانوني.
اليوم 30 نوفمبر / تشرين الثّاني وصل شريف إلى لندن، إذ قد أُطلق سراحه مؤخّراً وقد أُعطي إذناً للسّفر إلى بريطانيا. نشكر الرّبّ لأجل تدخّله في هذا الأمر ولأجل حريّة الأخ شريف وفرح العائلة والأصدقاء في بريطانيا. وكلمة شكر لأجل كلّ من صلّى لأجل إطلاق سراح شريف.