استدعتنا إدارة مدرسة إبني ككلّ عام لمقابلة معلّمِي إبني في الصّفّ للإطمئنان على حاله الدّراسي، وهكذا يفعل كلّ أولياء أمور الطّلّاب.
وبينما نبحث بين الطّوابق على المعلّمات وصلنا إلى معلّمة مادّة العلوم التي طمأنتنا عن أنّ إبننا هو من بين الطّلّاب المجتهدين في الصّفّ. فرحنا كثيراً، خاصّة أنّ كشف علاماته للفصل الدّراسي الأوّل كان يوحي بأنّ إبني فعل ما يجب فعله وقام بدوره بشكل جيّد كتلميذ. لكن ما جعلني فَرِحاً أكثر بكثير من مستواه الجيّد، أنّ المعلّمة قالت: "إنّ يوسف ليس بمجتهد فقط، بل هو مميّز في صدقه وأمانته، فلم يحدث أن كذّب عليَّ، أو قال شيئاً غير الحقيقة. فمرّةً كان هناك ضجيج في الصّفّ، فسألت عدّة أولاد عن اشتراكهم بهذا الضّجيج، فقالوا "لا علاقة لنا"، لكن يوسف الوحيد الذي اعترف بأنّه كان يشارك في الضّجيج والفوضى، عندها قلت له: "لأنّك قلت الحقيقة، فأنا سأسامحك ولن أعاقبك، لكنّني سأعاقب الآخرين"، وأضافت المعلّمة: "أنا فخورة جدّاً به، لديكم إبن رائع ومميّز". بعد أن انتهت المعلّمة من التّعليق على أخلاق إبني التي أعجبتها، قلت لها: "نحن عائلة مسيحيّة، ونحرص دائماً أن نعيش المبادئ المسيحيّة التي يعلّمها الكتاب المقدّس كالصّدق والأمانة".
عدنا زوجتي وأنا إلى البيت فخورين بإبننا وبأخلاقه الرّائعة. وتذكّرت أمر الرّبّ من جهة وصاياه: "لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصّها على أولادك، وتكلّم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطّريق، وحين تنام وحين تقوم" (تثنية 6: 6 و7).
فما زرعناه في إبننا بدأنا نحصده بثمار رائعة ومفيدة له وللمجتمع، فكلام المعلّمة هو شهادة على أنّ الكتاب المقدّس ينفع بوصاياه وتعاليمه للصّغار كما للكبار. وهنيئاً للأهل الذين يعيشون الكتاب المقدّس في بيتهم مع أبنائهم، قبل أن يعيشوه خارج المنزل.