عرف الجزائر حقبات تاريخية عديدة كان لكل منها تأثير على مختلف المستويات الحياتية من سياسية وعسكرية واجتماعية وثقافية ...أهم تلك الحقبات وصول القرطاجيين عام 1250 ق.م. إلى أن وصلها الاسلام عام 647 م. حين غزاها عقبة بن نافع...وفي العام 1509 كان الجزائر خاضعا للاحتلال العثماني وفي 1518 دخل تحت حماية السلطان العثماني لمقاومة تهديدات الغزو الإسبانية...عام 1830 وصل الفرنسيون الى الجزائر فبقي تحت الاحتلال الفرنسي حتى انطلاق الثورة الجزائرية عام 1954، وخلال الاحتلال الفرنسي ظهرت حركات مقاومة كان لها تأثيرها سلبا على القوات الفرنسية ...ونتيجة الثورة الجزائرية حصل الجزائر على استقلاله التام في الخامس من شهر تموز يوليو عام 1962
كانت مدينة الجزائر أيام الاحتلال الروماني تعرف باسم "ايكسيوم" ثم خرجت أثناء هجمات الوندال وثورات البربر وأصبحت مقرا لقبيلة بربرية تدعى "بني مزغنة" وفي القرن العاشر ميلادي، أسس بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مدينة لقبها "بجزائر بني مزغنة".
وأخذ نمو الجزائر يتزايد إلى أن هاجمت القبائل العربية سهول متيجة فاستولت قبيلة الثعالبة على جزائر بني مزغنة وسكنتها، ولما وضعت الدولة الزيانية تكالب الإسبان على سواحل إفريقيا واحتلوا الجزائر وأسسوا حصنا على إحدى صخورها "البينون".
ونتيجة للضغوطات الإنسانية على سكان الجزائر استنجدوا بالأخوين عروج وخير الدين بربروس( أتراك) للتخلص من الخطر الاسباني المحدق بهم، لأنهم على علم بعدم قدرتهم على مواجهة الجيوشالتي كانوا يقولون عنها جيوش مسيحية، وذلك بسبب ضعفهم وصراعاتهم الداخلية . وعندما نجح عروج في القضاء على شيخ المدينة سالم التومي ونصب نفسه حاكما عليها، حرض الإسبان أنصاره للتخلص من عروج وأتباعه، وشنوا بدورهم حملة عليهم 1516م باءت بالفشل. وحملة أخرى في 1518 نجحت في القضاء عليه، كما وجهوا حملة جديدة على مدينة الجزائر سنة 1519 للقضاء على خير الدين ورفاقه باءت هي الأخرى بالفشل. قام أهل الجزائر في أثرها بتحريض من خير الدين بطلب الحماية من السلطان العثماني في مقابل الانطواء تحت لواء الدولة العثمانية وهو ما لقي القبول عنده، وقام بمساعدة الجزائر بألفي من الجند الانكشاري وبمثلها من المتطوعين وتعيين خير الدين بايلربايا على الجزائر وذلك أواخر 1519م .
قد اتخذ خير الدين مدينة الجزائر عاصمة له، وفي عهده وعهد خلفائه اتخذت مركزا منبعا، تحطمت أمامه كل الهجومات الاسبانية وغيرها، حتى أطلق عليها المدينة التي تقهر، أو المدينة المحروسة، ودار الجهاد، ودار السلطان ولم تنجح سوى الحملة الفرنسية في سنة 1830م في احتلالها.
يقول المؤرخون ان الحكم العثماني انقسم الى اربع مراحل هي:
-أ- عهد البايلربايات واستمر من سنة 1519م حتى سنة 1587م وكان أول من حمل هذا اللقب هو "خير الدين" استنادا إلى الفرمان الذي أصدره السلطان العثماني "سليم الأول"، أن يكون التعيين رسميا من طرف السلطان .
-ب- عهد الباشاوات وقد امتد من سنة 1587م حتى سنة 1659م. أول باشا عين طبقا لهذا التنظيم الجديد هو "دالي احمد باشا" وتداول على هذا المنصب أربعة وثلاثون حاكم منهم من شغل المنصب لمرتين مثل "حسين الشيخ" ، وكان آخرهم الباشا "إبراهيم"
-ج- عهد الأغاوات ودام من سنة 1659م حتى سنة 1671م.
وكان الأغاوات ينتخبون من الفرق الانكشارية لمدة شهرين قمريين لهذا كانوا يعرفون ب "أغا المقريين"
وأول من تولى هذا المنصب هو "خليل أغا" وجاء بعده ثلاثة أغوات كان آخرهم "علي أغا"
-د- عهد الدايات وقد استمر من عام 1671حتى عام 1830م. دام هذا العهد طويلا واندمج فيه الجنود الانكشارية بطائفة الرياس واختفى الصراع بينهما. واعتبر هذا العهد بداية الاستقلال الجزائري عن الدول العثمانية... وأول من تولى هذا المنصب هو الداي الحاج باشا وجاء يعده أربعة وعشرون دايا كان آخرهم الدي حسين باشا والتي كانت فترة حكمه أطول من الفترات في عهد الدايات.
وكانت نهاية حكم الداي حسين باشا بتوقيع معاهدة التسليم 05 تموز 1830م، غادر الداي حسين بمقتضى نص التسليم مدينة الجزائر، فاستقل سفينة جان دارك بعد غروب الشمس يوم 10 تموز 1830م برفقة 108 من إفراد أسرته وحاشيته واستقر "بلييفون" بايطاليا في 24 تشرين الأول 1830م. التي أقام بها ثلاث سنوات، ثم تحول إلى الإسكندرية بمصر ، فأقام بها في 23 ايلول 1833 معتزلا السياسة في أحد القصور التي خصصت له مع حاشيته، إلى أن توفي في 30 تشرين الأول 1838م عن سن يناهز الثلاثة والسبعين سنة.
وهكذا انتقلت الجزائر من احتلال الى آخر فسيطر عليها الفرنسيون وحكموها من عام 1830 حتى نال الاستقلال النهائي في 5 حزيران 1962 وذلك تحت ضغط مقاوماته وثوراته الشعبية المستمرة...وهكذا استلم الجزائريون الحكم وكان أول برلمان رسمي بعد الاحتلال في 20 ايلول 1962، وفي 25 ايلول من العام تم الإعلان عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وبعد ايام انضم الجزائر الى هيئة الأمم المتحدة...